الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.البلاغة: الكناية: في قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ}.عض اليدين والأنامل وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها، كنايات عن الغيظ والحسرة، لأنها من روادفهما..الفوائد: 1- قوله تعالى: {يا وَيْلَتى لَيْتَنِي}.المندوب المضاف لياء المتكلم: إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم، نحو {يا ويلتي} أو نودي، جاز فيه ست لغات.أ- حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، وهو الأجود والأكثر ورودا في القرآن الكريم، نحو {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ}. وهكذا يجري على المنادي ما يجري على المندوب.ب- ثبوت الياء ساكنة، نحو يا عبادي لا خوف عليكم. أيضا هذا المثال على المنادي.ج- ثبوت الياء مفتوحة، نحو {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا}.د- قلب الكسرة فتحة والياء ألفا، نحو {يا ويلتا} كما في الآية التي نحن بصددها، ويا حسرتا.ه- حذف الألف المنقلبة عن الياء، وبعبارة أخرى حذف الياء المنقلبة ألفا، والاكتفاء بالفتحة، كقول الشاعر:أصله بقولي يا لهف.و- ضمّ الآخر، بغية الإضافة، كما تضمّ المفردات. ويكثر ذلك فيما يغلب فيه ألّا ينادى إلا مضافا، مثل الأب والابن والأم والرب ورد قولهم يا أمّ لا تفعلي وقرأ بعضهم: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} بالرفع.ونضيف إلى هذه اللغات الست التي ذكرناها:أ- أن تعوّض تاء التأنيث من ياء المتكلم المحذوفة وتكسر، وهو الأكثر، أو تفتح، أو تضم. وقد قرئ بالثلاثة في قوله تعالى: {يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} ب- وقد يجمع بين التاء والألف المبدلة من الياء، على قلة، نحو يا أبتا ويا أمتا. ومنه المثال الذي نحن في صدده {يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا} وفيه جمع بين العوض والمعوض.ج- من روائع الحديث في وصف غناء الحور العين قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إن أزواج أهل الجنة يغنين أزواجهن بأحسن أصوات، ما سمعها أحد قط. إنّ مما يغنين به: نحن الخيّرات الحسان أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان».فائدة:أ- فلان كناية عن علم من يعقل.ب- وفل كناية عن نكرة من يعقل من الذكور.ج- وفلانة: كناية عن علم من يعقل من الإناث.د- وفلة، كناية عن نكرة من يعقل من الإناث.هـ- والفلان والفلانة، معرفين بالألف واللام، كناية عن غير العاقل. فتأمّل. .[سورة الفرقان: آية 30]: {وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)}..الإعراب: {ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، والياء مضاف إليه، وعلامة النصب في {قومي} الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء {القرآن} بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب {مهجورا} مفعول به ثان منصوب.جملة: {قال الرسول} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {إنّ قومي اتّخذوا} لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {اتّخذوا} في محلّ رفع خبر إنّ..الصرف: {مهجورا} اسم مفعول من هجر الثلاثيّ، وزنه مفعول..[سورة الفرقان: آية 31]: {وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِيًا وَنَصِيرًا (31)}..الإعراب: الواو استئنافيّة {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله جعلنا، والإشارة إلى جعل العدوّ للنبيّ، {لكلّ} متعلّق بمفعول به ثان {من المجرمين} متعلّق بنعت ل {عدوّا}، الواو استئنافيّة {ربّك} مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى {هاديا} حال منصوبة من ربّك.جملة: {جعلنا} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {كفى بربّك} لا محلّ لها استئنافيّة..الفوائد: زيادة أحرف الجر:يزاد من أحرف الجر من والباء والكاف واللام، وبما أنه ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَكَفى بِرَبِّكَ هادِيًا} فسوف نذكر لك مواضع زيادة الباء سماعا أو قياسا، ذلك أن الباء أكثر أحرف الجر زيادة، وهي تزاد في النفي والإثبات، وزيادتها تكون في خمسة مواضع:أ- في فاعل {كفى}، نحو الآية التي نحن في صددها، نحو قوله تعالى: {وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا كَفى بِاللَّهِ نَصِيرًا}.ب- وفي المفعول به {سماعا}، نحو قولهم: أخذت بزمام الفرس، ومنه قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقوله: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} إلخ ومنه زيادتها في مفعول كفى المتعدية إلى واحد، نحو: «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع».ومنه أيضا زيادتها في مفعول: عرف وعلم ودري وجهل وسمع وأحسّ.ج- وتزاد في المبتدأ، إذا اشتق من لفظ حسب، نحو بحسبك درهم أو كان بعد لفظ ناهيك، نحو ناهيك بخالد شجاعا أو بعد إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا بالأستاد أو بعد كيف، نحو: كيف بك إذا حصل كذا.د- وتزاد في الحال المنفي عاملها، نحو: فما رجعت بخائبة ركاب، وجعل بعضهم هذه الزيادة مقيسة.ه- وتزاد في خبر ليس وما كثيرا، وهذه الزيادة مقيسة، نحو: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ} وقوله تعالى: {وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.وقد دخلت الباء في خبر أن، نحو: {أو لم يروا أنّ اللّه بقادر على أن يحيي الموتى}..[سورة الفرقان الآيات: 32- 34]: {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}..الإعراب: الواو استئنافيّة {لولا} حرف تحضيض {عليه} متعلّق ب {نزّل}، {جملة} حال منصوبة بتأويل مشتقّ أي مجتمعا {كذلك} متعلّق بمحذوف حال من القرآن، اللام للتعليل {به} متعلّق ب {نثبّت}..والمصدر المئول {أن نثبّت} في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر العامل في الحال السابقة، أي أنزل القرآن مفرّقا كذلك لنثبّت به فؤادك.أي أنزلنا القرآن مفرّقا كذلك، ويجوز أن يكون متعلّقا بمفعول مطلق أي إنزالا كذلك. والعامل في الحال أو المفعول المطلق مقدّر أي أنزلنا القرآن كذلك.الواو عاطفة {ترتيلا} مفعول مطلق منصوب.جملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {نزّل القرآن} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {أنزلناه كذلك} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {نثبّت} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.وجملة: {رتّلناه} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه المقدّرة.الواو عاطفة {لا} نافية {بمثل} متعلّق ب {يأتونك}، {إلّا} أداة حصر {بالحقّ} متعلّق بحال من فاعل جئناك، أو من المفعول، أي متلبّسين بالحقّ أو متلبسّا بالحقّ الواو عاطفة {أحسن} معطوف على الحقّ مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل {تفسيرا} تمييز منصوب.وجملة: {لا يأتونك} لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة أنزلناه.وجملة: {جئناك} في محلّ نصب حال من مفعول يأتونك.{الذين} اسم موصول مبتدأ، والواو في {يحشرون} نائب الفاعل {على وجوههم} متعلّق بحال من نائب الفاعل أي منكّسين {إلى جهنّم} متعلّق ب {يحشرون}، وعلامة الجرّ الفتحة، والفعل مضمّن معنى يساقون {مكانا} تمييز منصوب وكذلك {سبيلا}.وجملة: {الذين يحشرون} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {يحشرون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {أولئك شرّ} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}..الصرف: جملة: اسم لجمع الشيء أو جماعته من فعل جمل يجمل باب نصر بمعنى جمع، وزنه فعلة بضمّ فسكون.{ترتيلا}، مصدر قياسيّ لفعل رتّل الرباعيّ وزنه تفعيل.{تفسيرا} مصدر قياسيّ لفعل فسّر الرباعيّ، وزنه تفعيل..البلاغة: الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} حيث شبه السؤال بالمثل، بجامع البطلان، لأن أكثر الأمثال أمور متخيلة.قوله تعالى: {أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} وصف المكان بالشر، والسبيل بالضلال، من باب الاسناد المجازي للمبالغة..[سورة الفرقان الآيات: 35- 36]: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيرًا (36)}..الإعراب: الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {الكتاب} مفعول به ثان منصوب {معه} ظرف منصوب متعلّق ب {جعلنا}، {هارون} عطف بيان- أو بدل- منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة {وزيرا} مفعول به ثان منصوب.جملة: {آتينا} لا محلّ لها جواب القسم وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.وجملة: {جعلنا معه} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.الفاء عاطفة {إلى القوم} متعلّق ب {اذهبا}، {الذين} اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقوم {بآياتنا} متعلّق ب {كذّبوا}، الفاء عاطفة {تدميرا} مفعول مطلق منصوب.وجملة: {قلنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.وجملة: {اذهبا} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {كذّبوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {دمّرناهم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فذهبا إليهم فكذّبوهما فدمّرناهم..[سورة الفرقان: آية 37]: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذابًا أَلِيمًا (37)}..الإعراب: الواو عاطفة {قوم} مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أغرقنا قوم نوح {لمّا} ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق بالفعل المحذوف {للناس} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلناهم {للظالمين} متعلّق ب {أعتدنا}.جملة: أغرقنا {قوم نوح} لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.وجملة: {كذّبوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: {أغرقناهم} لا محلّ لها تفسيريّة.وجملة: {جعلناهم} لا محلّ لها معطوفة على أغرقناهم.وجملة: {أعتدنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقنا المقدّرة.
|